تقدر منظمة الأمم المتحدة مشاركة جمهورية مولدوفا (السوفيتية السابقة، ذات الأغلبية الناطقة بالرومانية) في مساعدة اللاجئين القادمين من أوكرانيا المجاورة
إن جمهورية مولدوفا هي جارة أوكرانيا الأكثر ضعفًا والأسرع تأثراً" – يلاحظ بوغدان أوريسكو، رئيس الدبلوماسية في بوخارست، بعد أن عبر مئات الآلاف من الأوكرانيين حدودها، هرباً من غزو القوات الروسية لبلدهم. مؤسسة على جزء من الأراضي الرومانية الشرقية التي ضمها الاتحاد السوفيتي في عام 1940، بعد إنذار نهائي، ومستقلة عن تبعيتها لموسكو في عام 1991، تقاسمت جمهورية مولدوفا، أكثر من نصف قرن، خلف الأسلاك الشائكة للإمبراطورية الحمراء، نفس المصير المؤسف مع روسيا وأوكرانيا. ووفقًا لآخر تعداد سكاني، في عام 2014، بالإضافة إلى الرومانيين (الذين يعلن بعضهم أنهم مولدوفيون)، والذين يشكلون أكثر من 80 ٪ من السكان، يعيش حوالي مائة وثمانين ألف شخص من أصل أوكراني (أي 6.5 ٪)، ومائة وعشرة آلاف من أصل روسي (أي 4٪) في هذه الجمهورية السوفيتية السابقة.
وبعد بدء الحرب في أوكرانيا، ضاعفت الانفجارات والهجمات الغريبة بالقنابل من مخاوف توسع القتال إلى شرق الجمهورية، وتحديداً في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية الموالية لموسكو، والتي خرجت، بحكم الأمر الواقع، من تحت سيطرة كيشيناو قبل ثلاثة عقود، نتيجة تدخل الروس لصالح المتمردين. كل هذا زاد من توتر الأجواء في مجتمع منقسم بالفعل بين مؤيدين لأوروبا ومناصرين للروس. السلطات الموالية للغرب في كيشيناو، حظرت نشر الرموز العسكرية الروسية، مثل: شريط القديس جيورجيوس، وحرفي "زيد" Z و "في" V. لكن المعارضة المؤيدة لروسيا، سواءً الشيوعية أو الاشتراكية، تجاهلت التعليمات القانونية واحتفلت، يوم الإثنين، مثل كل عام، بانتصار الاتحاد السوفيتي بقيادة ستالين، على ألمانيا النازية بقيادة هتلر. في هذا المناخ، جمهورية مولدوفا، المصنفة وفق التقييمات المتخصصة بأنها أفقر دولة أوروبية، تواصل إدارة التدفق المستمر للاجئين الأوكرانيين، الذي يعد الأكبر مقارنة بعدد السكان المحليين، الذي يقل عن ثلاثة ملايين نسمة.
"الأمم المتحدة تقدر هذا الجهد، وتظهر دعمها للسلطات في جمهورية مولدوفا" – أكد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة/ أنطونيو غوتيريش، خلال زيارة إلى كيشيناو. حيث شكر المضيفين على كرمهم وتضامنهم، واصفاً جهود جمهورية مولدوفا بأنها مثال للإنسانية. غوتيريش شدد على أن أي انتهاك لوحدة وسلامة أراضي جمهورية مولدوفا، يعد أيضًا انتهاكًا للقانون الدولي، تدينه الأمم المتحدة. وبدورها، أعلنت رئيسة الوزراء/ ناتاليا غافريليتسا، أنها أبلغت المسؤول الأممي أن حكومتها تنتظر وصول الأموال التي تقدمها منظمة الأمم المتحدة لدعم اللاجئين الأوكرانيين في أقرب وقت ممكن. رئيسة السلطة التنفيذية، أشارت أيضًا، في سياق الحرب على أوكرانيا، إلى أن مؤسسات نظام الدفاع قد وضعت في حالة تأهب، بهدف عدم السماح بزعزعة استقرار الوضع في هذه الجمهورية.
روابط مفيدة
Copyright © . All rights reserved